pope shenouda

مرحبا بك زائرنا الكريم اذا اردت المشاركه فى المنتدى فيجب عليك التسجيل او الدخول الى المنتدى اذا كنت عضو..وسلام المسيح معك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

pope shenouda

مرحبا بك زائرنا الكريم اذا اردت المشاركه فى المنتدى فيجب عليك التسجيل او الدخول الى المنتدى اذا كنت عضو..وسلام المسيح معك

pope shenouda

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قداسة البابا شنوده الثالث


    مغطس السيد المسيح

    beshoy gero
    beshoy gero
    المديـــــــــــــــــــــــر العـــــــــــــــام
    المديـــــــــــــــــــــــر  العـــــــــــــــام


    عدد الرسائل : 79
    العمر : 30
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 24/01/2009

    m2 مغطس السيد المسيح

    مُساهمة من طرف beshoy gero الخميس 30 أبريل - 17:42:17

    نبذة تاريخية


    في هذه البقعة يتشابك الماضي والحاصر والمستقبل، يلتقي الله والانسان في مسيرة الخلاص، ويلتقي العهدان: القديم والجديد في خط خلاصي موصول، ليصبح الزمن كله حقيقة واحدة غير متجزأة حقيقة روحية وايمانية تزداد رسوخا في قلوب المؤمنين، كلما مر الزمن.

    منطقة المغطس بقعة مقدسة لها حياة سرية كأنها مبيت للروح الذي يهب منها باستمرار فيحيي المؤمنين بالمسيح عبر العصور والايام.

    تعاقبت الفترات النبوية في سياق متواصل، فأنشأت تأريخا ملموسا عبر الرموز. ولما اشرق المسيح زالت ظلال الرموز القديمة وبقيت حقيقة الله، حقيقة الوحي في مسيرة الخلاص.

    على جبل نبو / الصياغة ظهر الله لموسى كما ظهر له في سيناء، ووقف موسى ينظر الى هذه الاماكن المقدسة الممتدة أمامه، ويمتع طرفه بها قبل أن ينتقل بالموت الى ارض الميعاد السماوية: فرأى نهر الاردن يمتد أمامه منحدرا من جبل حرمون الشامخ ومنسابا في الاغوار الساحقة ليعطي الحياة للاعشاب والاشجار من حوله، ويروي عطش الانسان والحيوان، بانتظار ما سيجري على ضفافه من حوادث في مسيرة الخلاص.

    من بعد موت موسى، ومن هذه البقعة، عبر يشوع بن نون بالشعب الى ارض الموعد وما كان هذا العبور الا رمزا الى عبور المسيح بالبشرية كلها من الموت الى الحياة ومن عبودية الخطيئة الى حرية ابناء الله.

    وبعد العبور سرعان ما حاد الشعب عن عبادة الله، وأخذ يعبد آلهة غريبة فأرسل الله اليهم إيليا النبي ليعود بهم الى الايمان القويم بوحدانية الله والالتزام بوصاياه فاضطهده آحاب ملك اسرائيل وزوجته. وعندما شاخ وهرم قاده الله الى هذه البقعة فجاء من أريحا ووصل الى النهر فضربه برداءه فانفصلت المياه وعبر على اليابسة هو واليشاع الذي خلفه حاملا روحه ورسالته. وفيما هما يتحدثان إذا بعربة نارية جاءت فصعد فيها إيليا الى السماء.

    ومر الزمان وإذا بجيوش بابل تعبر النهر قاصدة اورشليم لتحاصرها فاستولت عليها وجلت أهلها الى بابل ولكن بعد حوالي سبعين سنة، أخذ المسبيون يعودون الى اورشليم ليعيدو ابناءها وعبادة الله الواحد فيها.

    ومرت السنون تلو السنين وظهر يوحنا المعمدان في هذه البقعة فاستلم شعلة الايمان والرسالة من موسى ممثل الشريعة ومن إيليا ممثل الانبياء في العهد القديم.

    وكان يوحنا آخر انبياء العهد القديم وأول رسل العهد الجديد وأخذ يدعو الناس الى التوبة استعدادا لقدوم المسيح المخلص وأخذ يعمد في نهر الاردن وفي الينابيع المجاورة وكان عماده رمزا للتوبة والعودة الى الله. وجعل من بيت عنيا عبر الاردن مفرا رئيسيا لكرازته وكان ينام ويرتاح في هذه المغارة ( في مغارة ) بالقرب من عيون وادي الخرار ومن مغارة إيليا النبي.

    ويذكر الانجيل المقدس أن الناس أخذوا يتوافدون الى يوحنا ليعتمدوا منه وجاؤوه من اورشليم واليهودية وجميع المناطق المحيطة بنهر الاردن وترك يسوع الناصرة وتوجه الى بيسان وقطع النهر الى الضفة الشرقية وبات ليلته الاولى بالقرب من بيلا ( طبقة فحل ) وتابع سيره في الاغوار الشرقية الى أن وصل بيت عنيا وتوجه الى يوحنا ليعتمد منه واصطف في موكب الخطأة التائبين، طالبي العماد هو القدوس البريء من كل خطيئة والذي سيقول لليهود متحديا: من منكم يثبت علي خطيئة.. وقد عرفه يوحنا بوحي والهام من الروح القدس واخذ يمانع قائلا أنا الذي احتاج أن تعمدني, ولكن يوحنا أمام اصرار يسوع، نزل عند رغبته وعمده في نهر الاردن فتقدست مياهه، وتقدست كل المياه التي تسيل على جباه المعمدين، في أجران المعمودية في كل مكان وزمان، وتلد النفوس للحياة الثالوثية، في حضن الكنيسة المقدسة، وتحررها من عبودية الخطيئة.

    وبينما يسوع خارج من الماء رأى السموات تنشق والروح ينزل عليه كأنه حمامة وانطلق صوت من السموات يقول: انت...الحبيب، عنك رضيت وأخرجه الروح عندئذ الى البرية فأقام فيها أربعين يوما يجربه الشيطان. وكان مع الوحوش وكانت الملائكة يخدمونه.

    وبعد ذلك ارسل اليهود من اورشليم بعض الكتبة واللاويين يسالون يوحنا: من أنت فاعترف يوحنا: لست المسيح بل أنا صوت مناد في البرية: قوموا طريق الرب، واجعلوا سبله قويمة.
    ثم عاد يسوع من البرية الى بيت عنيا وكان يوحنا قائما هناك ومعه اثنان من تلاميذه فنظر الى يسوع وهو سائر فقال عنه: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم فسمع التلميذان كلامه فتبعا يسوع ثم انضم اليهما ثلاثة آخرون، منهم بطرس

    وقد حمل يسوع من يوحنا المعدان مشعل الايمان الذي حمله موسى وإيليا والانبياء وانطلق من هناك يعلن بشارة الله فيقول: حان الوقت واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة.

    وقد أحب المسيح بيت عنيا عبر الاردن وكان له فيها ذكريات جميلة واصدقاء كثيرون. فبعد الجدال الطويل الذي دار بينه وبين اليهود في عيد تجديد الهيكل وهو يتمشى في رواق سليمان، هرب من اليهودية والتجأ الى بيت عنيا عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد واستقبله اصدقاؤه بكل حفاوة، وتوافدت اليه الجماهير من المدن والقرى المجاورة، من السلط وعمان ومادبا وحسبان، وحملوا اليه مرضاهم فشفاهم وآمن به خلق كثير.

    ومن بيت عنيا عبر الاردن عاد يسوع الى اورشليم فاقام لعازر من القبر ثم هرب ثانية الى افرام (الطيبة) قرب رام الله ومن ثم عاد الى اورشليم، فكان أحد الشعانين والالام والموت والقيامة وبعد حلول الروح القدس على الرسل المجتمعين في علية صهيون انطلق الرسل يبشرون الناس بملكوت الله.

    في هذه الارض الاردنية اصطفى الله مواقع خاصة. فشمال البلاد تتيه فخرا بموطن النبي إيليا ابن لستب وشمالها ووسطها يفتخران بكون المسيح اجرى فيهما العجائب وبشر في مدنهما التي كانت تابعة لتنظيم المدن العشر. وجنوب البلاد تتيه فخرا بكون يوحنا المعمدان استشهد في قلعة مكاور الواقعة الى الجنوب من مادبا. وفي مجرى نهر الاردن، في هذه البقعة اعتمد على يد يوحنا المعمدان وانضم اليه خمسة من تلاميذه منهم بطرس ومن هذه البقعة انطلق يبشر بملكوت الله، وبدا حياته العلنية.

    وكان المسيحيون ابناء هذه البلاد، ورثةالايمان بالمسيح يثمنون ذكريات الانبياء وسري التجسد والفداء. وكانوا يطلعون عليها اخوانهم في الايمان القادمين من اماكن بعيده. فكانت جميع الاحداث المتعلقة بنهرالاردن، وبيت عنيا وصعود النبي إيليا الى السماء موضوع تأمل وعبادة فأخذ المؤمنون يحجون الى تلك المواقع المدهشة ويستقبلون الروح في تلك المزارات ويتمسحون بترابها ويستحمون بمياهها

    وكتب بعض الحجاج ذكريات حجهم وحفظ التاريخ بعضها، فوصلت الينا. ففي القرن الميلادي الثاني، كتب ملتون Melton مطران سرديس قائلا: توجهت الى الشرق ورأيت الاماكن المذكورة في الكتاب المقدس فاصبح كل شيء ذا معنى أوضح.

    وفي القرن الثالث الميلادي ابتدأ الاهتمام بالاماكن المقدسة على اساس علمي فجاء الى فلسطين، أشهر الدارسين، اوريجين Origen بهدف دراسة ومتابعة خطى المسيح والانبياء. وذكر في كتاباته بيت عنيا عبر الاردن وكان يعتقد انها نفسها بيت عبارا ( بيت أو مكان العبور) حيث كان يوحنا يعمد. إلا أن بيت عنيا عبر الاردن وبيت عبارا موقعان مختلفان لا يلغي احدهما وجود الاخر. فبيت عبارا تقع على نهر الاردن وبيت عنيا تقع عند منبع العين في وادي الخرار بحسب ما نلاحظه على خريطة مادبا الفسيفسائية.

    وفي نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع ذكر يوسيبوس القيصري المؤرخ الكنسي الشهير في القاموس Onomasticon المواقع الانجيلية. وذكر بان العديد من الاخوة المؤمنين والذين يرغبون في الولادة الثانية كانوا يتعمدون في نهر الاردن أو يغطسون في مجرى النهر الحي تقليدا للمسيح الذي تعمد في نفس المكان

    والحاج القادم من مدينة بوردو سنة 333 والذي لم يذكر اسمه والحاج تيوديوس 530 في القرن السادس وغيرهما أوضحوا موقع عماد الرب وقالوا انه يبعد خمسة اميال من البحر الميت وذكروا ايضا التلة الصغيرة الواقعة الى الشرق من النهر قرب مكان عماد المسيح التي منها صعد ايليا الى السماء. وبالرجوع الى شهادة تيوديوس فان هناك كنيسة بيت عنيا عبر الاردن التي بنيتعلى قناطر بأمر من الامبراطور انستازيوس تجنبا للاضرار التي تنجم عن فيضان النهر. وقد عثرت الحفريات الاثرية الحديثة على اثار هذه الكنيسة، على ضفة النهر الشرقية. ويتفق الحجاج على ذكر العمود الذي يعلوه صليب المغروس في وسط النهر

    واما الحاج من بياشنسا Piacenza 570 فقد أضاف معلومة اخرى وهي أن موقع العماد كان مقابل دير القديس يوحنا. والخريطة الفسيفسائية الموجودة في كنيسة الروم الارثوذكس في مادبا والتي ترجع الى النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ذكرت عين أنون ( عينون) وسفسافس (شجر الحور)

    والى هذه الامكنة المقدسة جاءت القديسة مريم المصرية التائبة وعاشت فيها العزلة والصمت والعبادة طلبا للسلام مع الله ومع ذاتها.

    ومنذ العصور القديمة اصبحت زيارة هذه الاماكن المقدسة ونيل سر العماد في نهر الاردن والغطس في مياهه دلالة على التعبد والصلاة وتجديدا لمواعيد الايمان والثبات عليها. وبقيت هذه الممارسات تقليدا مباركا في مناسبة عيد الغطاس حيث يتضمن الاحتفال تغطيس الصليب المقدس في ماء النهر.

    وأهم خلاصة يمكن استنتاجها من شهادات الحجاج وكتاباتهم هي التمييز بين الاحداث المختلفة التي تم احياؤها على ضفاف النهر وتلك التي تم احياؤها في منطقة عين الخرار. فعلى ضفاف النهر كانت تقام ذكرى عماد المسيح والعبور الى أرض الميعاد وبقرب نبع وادي الخرار مغارة يوحنا المعمدان وبنيت الكنيسة والدير احياء لذكرى بيت عنيا عبر الاردن حيث عمد يوحنا المعمدان وحيث ذهب يسوع للقائه. فهنا عاش الرهبان حياة البر والتقوى، زاهدين في الدنيا، مسبحين الله وممجدينه.

    حقائق الايمان، ما هو قديم منها هو دوما حاضر وهو دوما جديد والمسيحيون ورثة الايمان يحافظون على التقليد القديم ويحجون الى المغطس كل سنة احياء لذكرى عماد المسيح، ليوحنا المعمدان لبيت عنيا وللنبي إيليا.

    والى هذه البقعة حيث التقى يسوع لاول مرة بطرس الرسول جاء خليفة بطرس البابا يوحنا بولس الثاني حاجا لاول مرة في التاريخ. ورش الجمهور بماء النهر الذي باركه مذكرا كل المسيحيين برتبة العماد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 19:01:22